كثيرون يستيقظون من النوم وهم يشعرون بأنهم حلموا بشيء غريب أو مثير… لكن بعد لحظات، يختفي الحلم من الذاكرة وكأنه لم يكن! فما السبب في صعوبة تذكّر الأحلام؟

الجواب يكمن في طبيعة النوم والدماغ. فخلال مرحلة “حركة العين السريعة” (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام، يكون الدماغ نشطًا، لكن بعض مناطقه المسؤولة عن تخزين الذكريات — مثل الحُصين — تكون أقل نشاطًا. وهذا يعني أن الدماغ لا يُسجّل الحلم كما يُسجّل أحداث اليقظة.

كما أن الانتقال السريع من مرحلة النوم إلى اليقظة قد يُفقدنا الرابط الزمني بين الحلم والواقع، مما يؤدي إلى نسيانه فورًا.

عامل آخر هو عدم التركيز أو الانتباه أثناء الحلم. ففي الحياة اليومية، نتذكر الأحداث لأننا نركّز عليها ونربطها بمشاعر أو مواقف. أما في الحلم، فغالبًا ما نكون مجرّد مشاهدين بلا وعي كافٍ لتخزين التفاصيل.

لكن هناك طرقًا لتقوية تذكّر الأحلام، مثل الاستيقاظ ببطء، أو تدوين ما نتذكره فورًا بعد الاستيقاظ، أو حتى تدريب الدماغ على “الوعي داخل الحلم” (الحلم الواعي).

في النهاية، نسيان الأحلام ليس عيبًا في الذاكرة، بل هو جزء طبيعي من عمل الدماغ أثناء النوم.