كثير منا يخطط لإنجاز شيء مهم، ثم يؤجله إلى الغد… أو الأسبوع القادم… أو حتى إشعار آخر. ورغم علمنا أن التأجيل قد يسبب ضغطًا وتوترًا، إلا أننا نستمر في فعل ذلك! فما السر؟

السبب ليس الكسل كما يظن البعض، بل غالبًا ما يكون مرتبطًا بـالصراع بين عقلين داخلنا: عقل منطقي يعرف أهمية العمل، وآخر عاطفي يبحث عن الراحة والمتعة اللحظية.

عندما تكون المهمة مملة أو مرهقة أو تسبب قلقًا، يقوم الدماغ بتفعيل آلية “الهروب” نحو نشاط أكثر إرضاءً مثل مشاهدة فيديو، تصفح الهاتف، أو حتى ترتيب المكتب! هذا الهروب يمنح راحة مؤقتة، لكنه لا يحل المشكلة.

علم النفس يسمي هذه الظاهرة “المماطلة المزمنة”، وهي لا ترتبط بالوقت، بل بإدارة المشاعر. فنحن لا نؤجل المهام، بل نؤجل المشاعر السلبية المرتبطة بها.

لكن الحل ليس صعبًا. تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة، ومكافأة النفس بعد الإنجاز، وإزالة مصادر التشتت، يساعد في تجاوز هذه العادة.

في النهاية، كلما فهمنا أنفسنا أكثر، أصبح بإمكاننا التحكم بعاداتنا بشكل أفضل… ونتذكر دائمًا: “أفضل وقت للبدء هو الآن.”